وتين بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
أحنا من عيله كبيره قوي واكيد ورثين كثير قوي من حضرتك وخصوصا الطبع قبل الفلوس والوضع مختلف هننزل نشتكيك ل جدو هنحربك بنفس اللى زليت امنا به العمر كله
كان ينظر إلى باب الغرفه لا يصدق ما فعلته وهتف يحدث والدته بصوت عالي
انتى اللى عملتى كده فيا ارحمنى بقا كريمه كانت زى الگ ه لولا تصرفاتك ومعرضتك ليا فى كل حاجه اعملها وادى البنات قلدوها و بكلمونى ازى لولا أنك جرئتيهم عليا مكنش في واحده فيهم قدرت تكلمني بالطريقه دي
انت انسان مش طبيعي وطول عمري عارفه ده وجه الوقت اللي لازم تعرف وتقدر قيمه مراتك وبناتك ولازم تفهم انك بتكبر
وهم بيكبروا واللي كانوا بيقبله زمان معدش ينفع يقبلوه دلوقتي فوق لنفسك قبل فوات الاوان وتبقى عامل
زي النخله اللي ما لهاش جزور وجذورك هم أولادك سواء كانوا بنات او صبيان سواء رجع الغايب او مارجعش فوق لنفسك يا ابن بطني ده عشان لا انا ولا ابوك يرضينا اللي انت بتعمله ويا رب اللي حصل النهارده يبقى درس لك طول عمرك وقلبي وربي هيغضبوا عليك لو قربت لبنت من البنات او مديت أيدك عليها
عوده الى القاهره
انتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مرض ابرار واحمد الشاذلي واحتجازهما في المشفى كان و زياد صديق راكان عرف الخبر من يعقوب بعد أن عرفة من مواقع التواصل الاجتماعي ووصل إلى المستشفى لكى يطمئن عليهم صدح صوته اسفه وهو يجلس معهم في غرفه المستشار احمد الشاذلي وهو يرقض على سرير المړض صدح صوت هاتفه أخرجه من جيبه ونظر إلى شاشته وعندما علم هويه المتصل اخذ الهاتف وغادر الغرفه كانت سالي رد عليها
هتتفت انت ازاي ما تقوليش كل اللي حصل ده وأعرف زيي زي الغريب من انستجرام رد عليها زياد مش وقته دلوقتي الجو هنا مش مستحمل كلام اقفلي وبعدين انتى مالك
بتهيألي من ساعه ما وصلتك ورقه طلاقك وانت و راكان انقطع بينكم اي تواصل وانتى عارفني كويس مش من طبعي احكي اسرار اصحابي لحد عن اذنك واغلق الهاتف قبل أن تجيبه
صدح صوت هاتفها نظرا له وجدها كريمه اندهش من اتصالها في هذا الوقت المبكر ايقظها بحنان وهتف حبيبي قومى كريمه بتتصل عليكى اكيد في حاجه
انتفضت جالسه وأمسكت الهاتف وردت عليها ظلت تسمعها ودموعها تنهمر بغزاره على وجنتيها ردت عليها
تعالي على المستشفى عشان انا مش هروح اليومين دول عشان صديقه عمري اللي كلمتك عنها ابرار مريضه وانا معها فى المستشفى واغلقت الهاتف أرتمت في حضڼ قاسم تبكى بشده على مأساه صديقتها عمرها الاثنين وما يمرون به من مرض ومشاكل
بكت وهى تمسك يده تستمد منه قوتها قولي اعمل
ايه واساعدهم ازاي الاثنين واحده مريضه وواحده جوزها مش بتقى ربنا فيها وانا مش قادره اعملهم حاجه لو سمحت انزل استقبلها تحت وأهيه فرصه اجتمعى بهم الاثنين مع بعض بس للأسف الظروف وحشه قوي
تعالى بس ناخد شاور بسرعه عشان اصحابك هادمين اللازت دول منا قولت من زمان لازم أعزلك عن اى حد يأخدك منى ضحكت واغلق الباب بقدمه
ابتسم لها اهلا بك نورت القاهره يا مدام كريمه
ردت عليه وهي تحاول ان تداري حزنها الله يسلم حضرتك يا استاذ قاسم بعتذر عن القلق اللي سببته لكم
رد عليها ولا قلق ولا حاجه وانتى اختي واوعدك اني اجيبلك حقك من جلال واخليه يجي يعتذر منك وانتى ساعتها قرري هتقبلي ده ولا لا أتفضلي شغف منتظراكى فوق
واخذها وصعد بها الى غرفه مكتب شغف وما ان رات شغف ارتمت في احضانها تبكي بحرقه اخذتها شغف واجلستها بجوارها وبعد أن هدئت سألتها فهمنى ايه اللى حصل
ماسردت لها كريمه ما حدث من جلال
ضيقت شغف ما بين حاجبيها وهتفت يعني انت شكه ان راكان يكون ابنكم اللي اتخطف زمان
وضعت كريمه يدها على قلبها مجرد تخيلي الفكره ۏجع قلبي يا ريت يا شغف انا ھموت لو مطلعش هو المره دى
هتفت شغف بحماس وحب
ياريت يا كريمه يطلع هو ده حته شاب اي ام في الدنيا تتمنى انه يكون ابنها يا رب يكون هو وترتاحى بقى وهو كمان يرتاح
واستقامت واقفه وأمسكتها من يدها تعالي معايا بسرعه وانا أخليكى تشفه وتتكلمي معه كمان
كانت كريمه تسير معها ببطئ وهي تسمع دقات قلبها ولا تصدق ان من الممكن ان يكون بينها وبين ابنها عده خطوات او دقائق او ثوانى كانت ترتجف من خيبه الأمل تتمنى ان يكون ابنها ولكن تخاف من ان لا يتقبلها اما له حولت شغف نظرها له هو ده يا كريمه اللي واقف عند باب العنايه تعالي اعرفك عليه
اقتربت منه شغف وهتفت ابني الغالي راكان ازيك يا حبيبي عامل ايه دلوقت وازاي وتين رد عليها باحترام الحمد لله لسه نايمه امي يا طنط طمنيني عليه عندما سمعته كريمه يلفظ بكلمه امي ترنحت في وقتها كانت هتسقط مغشي عليها لولا ذراعى راكان اسندتها اقتربت منه تتنفس اكبر قدر من رائحته كانت تريد ان تملا رائتها منه وخصوصا انه يجمعهم شبه كبير بينه وبين جلال كما قالت في الحجه فردوس
فاقت من شرودها على صوته وهو يهتف حضرتك كويسه يا طنط
هزت راسها والدموع تنهمر من عينيها الحمد لله يا ابنى ربنا يحميك لشبابك
وابتعدت عنهم وجلست على اقرب كرسي وهي تبكي وتدعو من الله ان يكون هو ابنها الذى فقدته من زمن بعيد
اقبل عليهم قاسم وضيق ما بين حاجبيه على بكاء كريمه واقترب من شغف وسألها بقلق ابرار كويسه وليه كريمه بتعط
أمسكت يده وهتفت تعالا معايا وأخذته ودخلت غرفه فارغه وقصت له إحساس كريمه وما دار بينها وبين زوجها جلال
رد عليها أنا عارف ان جلال في بعض الاوقات غبائه بسيطر عليه بنسبه كبيره تتصوري ان تفكير كريمه صح لان الشبه بينهم كبير اوى واحنا فيها خدى عينه ډم من راكان بأى طريقة ونعمل تحليل دى أن اى
هتفت شغف ولو مطلعش هو كريمه هتتدمر دى خلاص جلال دمرها على الآخر
رد عليها بابتسامة هادئه سبيها على الله لما نشوف ابدئي انتى في عمل التحليل انا هوصل القصر اطمن على الولاد واجبلك لبس وتركها وغادر المشفى
كانت كريمه تجلس وعيونها مسلطه على راكان تراقب حركاته وتحفر ملامحهم في قلبها
تحرك من أمامها ودخل غرفه وتين واغلق ورائه الباب وقف أمامها وهى نائمة في الفراش شحبه الوجه لا تتحرك قدر انمله وقف يحدثها بصمت وهو يهتف اقسمت اني لا أدع حبا يلامس قلبي ويؤذيني فماذا فعلتى في قلبي حتى يميل لكى ويعصيني
لقد تمرد قلبي لكى يكون خاضع لكى ولا يعشق أمرآه غيرك
دوار احمد السيوفى
اما
جلال رجع من الخارج دخل مكتب والده جلس أمامه بضعف وهتف بنبره قولي يا حج انا غلطت في ايه يخلى مراتي وبناتي يتصرفوا كده معايا
رده عليه والده بحكمه قولي لو زوج صفا او صبا بيضربهم ويهنهم كنت هتعمل في ايه
رد عليه بصوت عالي ومندفع كنت دفنته تحت رجليهم صاحي
استغرب والده من رده وضيق
ما بين حاجبه وقلب قمه فى طريقه سخريه
رغم انك قاسې عليهم بس كرامتك متسمحش ان بنات جلال السيوفي يتهانوا امال ليه بتعامل مراتك بنفس المعامله اللي انت پتكره ان بناتك تتعامل بها انا مستغرب منك قوي يا اخي بس احب اقولك لو ابن احمد الشاذلي طلع هو ابنك اتاكد انك خسړت كثير واولهم مراتك وانا مش هزعل احفادي ومن بكره هبعت حد يشتري فيلا ل كريمه وبنتها والحجه هتروح تعيش معهم لحد ما نتاكد هو ابننا ولا لا وانت يرجعلك عقلك وتقدر النعمه اللي انت فيها
استقامه جلال وهتف بصوت عالي ليه يا حاج عايز تكسرني ليه كلكم عايزين تكسروني انا عملت فيكم ايه و كريمه دى أنا هخليها ټندم علي اليوم اللي وقفت فيه قدامي
نغزه والده في صدره بالعصاه التي يتكي عليها وهتف
اياك تقرب منها اعرف ان انا اللي هقفلك
نظر لوالده پغضب بتهنى عشان بنت الگ ماشى يا حاج وترك له المكتب لوالده وغادر وهو في قمه غضبه
غرفه وتين
فاق احمد وهتف لابنائه يونس و يعقوب عايز اروح اطمئن على اختكم وامكم ساعدوه
حتى نهضى من الفراش واجتمعوا جميعهم في غرفه وتين لكي يطمئن عليها
يتبع
الفصل ال
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قلبي ليس بخير يا الله فاليك شان قلبي يا عظيم الشان اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقله حيلتي وهوايا على الناس
قالوا ان هناك خمس مراحل للحزن
الانكار !
الڠضب !
المساومه !
الاكتئاب !
القبول !
وانا اريد ان اضيف مرحله اخرى وهى الضياع !
المستشفى
غرفه وتين
كانت وتين تنام راقده لا يتحرك لها جفن شاحبه الملامح حزينه الوجه غارقه في ظلام الواقع الذي سحب منها أمانها
ابتعد عنها راكان والدموع متحجره في عينه واقترب من نافذه الغرفه يتطلع إلى السماء يناجى ربه كى يريح قلبه كانت الدموع تنهمر مع كل حرف يناجى به الله
قلبي ليس بخير يا الله فاليك شأن قلبي يا عظيم الشأن أللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقله حيلتي وهوانى على الناس
وأطلق العنان لدموعه كى تشق طريقها بحريه تطفئ نيران قلبه
وفجأة ڠضبت السماء فى لحظه لم تعلن عنها كما لو أنها تشعر بوجعه وتريد مواساته
هى ليله أشبه بظلام الذى يكمن بداخله طويله يمتدد
ظلامها وأمطارها ورعدها وبرقها
بين روح وقلبه وعقل يمزقونه بلا رحمه
كانت الامطار تتساقط بغزاره ټغرق الطرقات وتسيير قطراتها على زجاج النافذه تقطر مائه كما يقطر قلبه من شده المه
كان صوت الرعد ينافس صوت دقات قلبه
وبرقاها الذى اشعل السماء كما فعل القدر فى حياته
هى حقيقه كان يود ډفنها لا يعلم الى متى أو كيف السبيل للهروب منها
لماذا هذا الفراق كتب عليه منذ ان اتى الى الحياه
ابتلع ريقه وهو يغمض عينه ولا يعرف ماذا يفعل فى تصدام الواقع بالماضي وخوف من مستقبل لا يريد مقابلته
فاق على صوت صړاخها كانت تصرخ كمن يراوضه كابوس لعين المۏت اهون عليها من استكماله
انا حاسه اني اتحطمت وبقيت
متابعة القراءة