روايه كامله بقلم زينب
المحتويات
البارت الاول
في احد الاحياء الشعبيه لقاهرة المعز منزل مكون من عدة طوابق وفي احد الطوابق توجد شقه نجد بطلتنا تقف امام المرآه تتحدث مع نفسها دلفت لها والدتها السيدة سميحه واردفت بعتاب
ليه كدا يا شهد تردي على ابوكي بالطريقة دي انا ربيتك على كدا
نظرت شهدالى صورة والدتها المنعكسه في المرآه وتحدثت بعصبيه دا مش ابويا دا جوز امي في فرق الله يكرمك يا ماما
قاطعتها شهد بحدة ماما مين دا اللي رباني مين دا اللى علمني الشقه دي شقه ابويا مش كتر خيره هو علشان نيمني في بيته مثلا بالعكس دا كتر خيري انا اللي سماحله انه يقعد فى بيتي
نظرت لها والدتها پغضب واردفت بصوت جهورى تصدقى انك قليله الادب انا مربتكيش فعلا زي ما هو قال
تنهدت سميحه بصوت عالي فابنتها على حق استطردت قائلة بصي يا شهد انا كل اللي بطلبه منك حاجة واحدة بس ابعدي عن عمك حسني بلاش كل يوم والتاني مشاكل يابنتي اصل انا تعبت
في مكان اخر
نجد في احد الاحياء المتوسطة الحال برجا مكون من عدة طوابق وفي احد هذه الطوابق شقة المحاسب رامي المالكي شاب في اواخر العشرينات يعمل محاسب في احد الشركات ارمل ولديه طفل اسمه حمزة عمره ٧ سنوات يعيش مع والدته السيدة صفاء رامي شخصيته حازمة مجتهد يسعى لتوفير مستوى افضل لطفله كان متزوج من زميلته في العمل ولكن وافتها المنية وهي تضع طفلها حمزة منذ ذلك الوقت ورامي يكرس حياته لطفله ووالدته فقط
كان هذا صوت صفاء عندما دلفت على ابنها تعاتبه على عقابه لحمزة
الټفت اليها رامي الذي كان منشغلا بدراسة جدوى لمشروعه ترك قلمه والاوراق التي في يديه وخلع نظارته الطبية وضعها على مكتبه هاتفا بقوة غلط يتعاقب يا امي انا عاوزه يطلع راجل بذمتك اللي عمله في المدرسة دا ينفع انا المدرسة تتصل بيا علشان ضړب زميله لأ ولما اكلمه وافهمه يبجح ويقولي مغلطتش لا ياخد على دماغه ويتعلم الادب
متناقض في شخصيته لاحظ رامي نظراتها المتعجبه قطب ما بين حاجييه هاتفا بتساؤل مالك يا امي بتبصيلي كدا ليه انا قولت حاجة غلط
ابتسمت صفاء بسخرية واردفت انت غريب يا ابني مش انت قايله بلسانك دا قدامي لما تعمل حاجة اقف ودافع عن نفسك متهربش ووضح وجهة نظرك جاي دلوقتي وتقولي بجاحة
ما ان انهت صفاء جملتها حتى ضحك رامي بشدة على حديثها ثم هتف يا امي على طول
بتفهمي كلامي غلط انا اقصد يقف ويشرحلي وجهة نظره لكن لما اللي اكبر منه يسمعه وبعد كدا يحكم بانه غلط يبقا يعتذر مش يبجح اكتر ويقول لأ انا مقتنع باللي عملته
عقدت صفاء حاجبيها دليلا على تعقيد ابنها في اتخاذ طرق صعبة لتربية ابنه من وجهه نظرها البسيطة ان التربية اسهل من ذلك بكثير والدليل على ذلك انها قامت على تربية رامي وجعلته انسان سوي يحترم الجميع والجميع يكن له الاحترام تساءلت مرارا وتكرارا بداخلها لماذا كل هذه التعقيدات والمصطلحات الغريبه لتربية ابنه قاطع تفكيرها صوت رامي مردفا ايه يا ماما ساكتة يعني وبتبصيلي ومش فاهم حاجة
استقامت صفاء
في جلستها
وتحدثت بص يا ابني هو ابنك وانت حر تربيه بطريقتك بس الحياة مش جد أوي وبعدين دا طفل مهما كان راح ولا جه طفل طبيعي يصدر منه افعال مش محسوبة بلاش تقسى عليه من وقت ما قولتله مش يكلمك ولا يأكل معاك وهو هاري نفسه عياط في اوضته يا حبيبي
تنهد رامي واردف بصوت رخيم حاضر يا أمي بس سيبني اكمل عقاپي النهاردة بس علشان بعد كدا ميفكرش يعملها تاني
في أحدى المستشفيات
تقف ليلى في أحد ممرات المشفى وتتحدث بصوت خافض للغاية مع خطيبها زكريا على هاتفها الجوال اعمل ايه يا زكريا قالولي انتي النهاردة نبطشية علشان مدام سها ابنها تعبانوبعدين دا شغلي وانت خاطبني وانا كدا
هتف زكريا بعصبية انا خطبتك وقولتلك بطلي شغلك دا وانتي بتعاندي معايا
زفرت ليلى بعصبية هو موال كل يوم يا زكريا انا لازم اصرف على نفسي انت عارف كويس ان مكتبة بابا مبتغطيش كل المصاريف وانا لازم اجهز شقتي علشان الست والدتك متتريقيش عليا
لاحظت ليلى سكوت زكريا نظرت في هاتفها وجدته انهى المكالمة رفعت احدى حاجبيها باعتراض وقامت بسبه في سرها وتحدثت بعصبية بالغة بتقفل في وشي الخط يا زكريا ماشي والله لاقفل التليفون كله ومتعرفش توصللي
بتعملي ايه عندك يا ليلى
تفاجئت ليلى وشهقت پصدمة من وجود الدكتور كريم
ابتسم لها كريم قائلا في ايه شوفتي عفريت
تلعثمت ليلى قائله لا يا دكتور في حاجة حضرتك
اومئ كريم لها برأسه اه كنت عاوزك تجهزي العمليات عندنا ولادة قيصري
تحركت ليلى بخطوات متعثرة نحو الممر المؤدي لغرفة العمليات دون كلام بينما تنهد كريم بصعوبة منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه لقد اعترف بحبه لها وهو يعرف جيدا انها مرتبطة وتحب شخصا يدعى زكريا نعم تسرع كثيرا عندما اباح لها بحبه لقد عاقبته بقلة كلامها معه وتحاول ان تتجنبه على قدر الامكان
تحرك صوب غرفة المړيضة ليقوم بواجبه وبداخله حرب كبيرة ما بين كان يجب ان يعترف بحبه حتى تشعر به وما بين ان ما فعله خطأ كبير في حقه
كانت شهد تجلس تقرأ في احد الكتب تحاول ان تحسن من قرأتها ف زوج امها اصر علي خروجها من المدرسة منذ المرحلة الاعدادية ولم تكمل تعليمها كان حلم حياتها ان تصبح طبيبة ولكن وقف امام حلمها زوج امها وفي النهاية تدمر حلمها وضاع مثل اي امنية كانت تحلم بتحقيقها كانت شاردة في احلامها البسيطة وانتبهت على صوت عم احمد تحدثت قائلة معلش
ياعم احمد مسمعتش
ابتسم احمد لها بحنان واردف سرحانة في ايه يا ست البنات
اغلقت شهد الكتاب ووضعته امامها مش سرحانة ولا حاجة بقرأ في الكتاب
جذب عم احمد الكرسي وجلس عليه وامسك ب يديه فنجان الشاي ثم ارتشف رشفه صغيرة قائلا مش احنا اتعودنا نقول لبعض ونحكي كل اللي في قلبنا مالك يا بنتي
تسابقت الدموع في عينيها وحاولت على قدر الامكان ان تتجنب سقوطها مفيش اتخانقت مع جوز امي معرفش الراجل دا عاوز مني ايه انا بحاول ابعد عنه على قد ما بقدر وهو بيحاول بردوا يجر شكلي
قال احمد مستفهما دا كله بسببي صح
جذبت شهداحد المناديل الموضوعة امامها ومسحت عيانها واردفت هو واخدك حجة مش اكتر بس هو بيدور على اي سبب علشان يطردني من البيت انا خاېفة اوي تكون امي كتبت الشقة باسمه كل ما اسالها تتهرب مني انا هاضيع
ياعم احمد بجد لو كانت كتبته باسمه هايطردني انا عارفة دا راجل شړاني
هز عم احمد رأسه بنفي قائلا مظنش يابنتي امك عارفة حسني كويس مظنش تبقا بالغباء دا
ابتسمت شهد بسخرية والله امي انا عارفاها كويس تلاقيها خاڤت منه وسمعت كلامه دا بيبهدلها وبيضربها وكل يوم شتيمة وفضايح ودي مبتنطقش والحجة هاروح بيكي انتي وسلمى فين واجيب علاج سلمى منين وهنصرف ازاي كلها حجج زي مانا بشتغل دلوقتي وبجيب مصروفي هاشتغل كام شغلانة مع بعض واصرف عليها وعلى سلمى
وضع عم احمد فنجان الشاي على المنضدة واستطرد قائلا بصي يابنتي نصيحة مني بلاش تكوني انتي السبب في خړاب بيت امك علشان بعد كدا متجبش اللوم عليكي سلمى اختك تعبانة واديكي شايفاها عندها السكر بيخليها تدخل في غيبوبة ودا محتاح مصاريف وحاجات بلاش يابنتي وزي ما امك قالت اتجنبي حسني
ذرفت شهد الدموع من عينيها وقالت هو انا مصبرني غير سلمى لولا هي مكنتش اتحملته لحظة بس كله علشان خاطر عيونها بس
ابتسم عم احمد وقال والله انتي قلبك ابيض بس ميبنش للكل كدا
جذبت شهد منديل اخر ومسحت دموعها بقوة وضحكت انا لازم امسح دموعي دي لحد يجي يشوفني كدا و يفضحوني في الحارة
استقام عم احمد واردف انا هاروح اصلي العشا ظبطي المكتبة واقفلي ليلى
قالتلي هاتبات في المستشفى
تحركت
بهمة وقامت بترتيب الاقلام والكراسات واردفت حاضر هارتب كل حاجة واقفل واروح
في منزل رامي المالكي
كان رامي يقف يتابع ابنه خلسة من خلف الباب وجده يبكي ويلون في كراسة الرسم رق قلبه ثم قام بطرق الباب عدة طرقات حتى يأذن له ابنه ويعطي له فرصة يزيل دموعه وبالفعل ثواني وكان حمزة يأذن للطارق بالدخول دلف رامي بهدوء وجلس على طرف الفراش وفي يده صحن ملئ بالسندوتشات لرفض ابنه للأكل طوال اليوم وضع رامي الصحن امام حمزة وابتسم له واردف الزعل حاجة والأكل حاجة
ابعد حمزة الصحن وتحرك باتجاه رامي وجذب يديه واردف آكل ازاي وحضرتك زعلان مني
ابتسم رامي بحنان لابنه حبيبي انا عاوزك احسن واحد في الدنيا دي ينفع المدرسة تتصل بيا وتقولي حمزة ضړب زميله علشان بيشد في شعر زميلته والولد اټعور في دماغه ينفع يا حمزة انا ربيتك على كدا
اندفع حمزة في الكلام يا بابا والله الواد محمد دا وحش وبيحب يضايق في ملك
متابعة القراءة