روايه انا لها
تعود لسكنها الجامعي إلا أنها أبت وحولت وجهها للإتجاه الأخر كنوعا من العقاپ على ما حدث بالأمستنهدت پألم تحت سعادة نسرين التي بلغت عنان السماء لتبتسم وهي ترمق شقيقة زوجها بنظرات شامتةوصلت إلى بداية الطريق لتقطب جبينها وهي ترى هذا الشخص يتطلع إليها متلهفا وكأنه كان بانتظارهاانتابها شعورا بالريبة تجاهه وبدأت تتيقن بأنه يحاوطها ويقتحم خصوصيتها أينما كانتتجاهلت نظراته المتفحصة لها والتي بدأت تثير حنقها لتقف تنتظر
قدوم إحدى السيارات بجانب عدة فتيات أخريات خرجن من القرية لطلب العلمبعد مرور بعض الوقت وقفت تتملل وهي تنظر بساعة يدها خشية من تأخرها على محاضرتها الأولى لتصل سيارة وتقف بنفس التوقيتهرول الجميع باتجاهها لتصاب بالإحباط سرعان ما اختفى ليحل محله الأمل بداخلها عندما وجدته يقف بج سده ليسد باب السيارة وهو يشير لها بأن تقتربوقفت لبرهة تناظره بارتياب لما يفعله من تصرفات تدعوا للريبة لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار حين تذكرت ذاك الأستاذ الجامعي الذي تجاوز أعوامه الخمسون وتذكرت ملامح وجهه ونظرات عينيه التي تتحول لچحيمية عند دخول أحدهم قاعة المحاضرات بعدهاقتربت رغما عنها لتنظر بالسيارة لتجد محلا لفردين فقطاستقلت مقعدا بجانب النافذة ليجاورها هو تحت خجلها لتنطلق السيارة بعدهاامسكت بحقيبة يدها لتضعها حاجزا بينهما تجنبا للتلامس مما أصاب حنقه لكنه تجاوز فعلتها وتطلع إليها ليقول مرحبا بابتسامة ساحرة عله يختطف بها قلبها وينال منها كما فعل مع غيرها
صباح النور...نطقتها باقتضاب دون تكليف حالها عناء الالتفات إليه مما أثار حفيظته لكنه استدعى هدوئه ليسألها بابتسامة هادئة
رايحة كليتك
اكتفت بإيمائة من رأسها دون رد ليسترسل بإبانة لفتح مواضيع بينهما كي يحثها على التمادي معه والوقوع في براثنه
تعرفي إن حظي حلو قويأصل سيبت عربيتي في البيت وقررت أروح مشواري مواصلات وده من حسن حظي إني شفتك
باغتته بعدم مبالاتها وكأنه يحدث غيرها برسالة موجهة منها إليه بأن يلتزم الحدود بالتعامل معها مما جعله يتنهد باستسلام بعدما تيقن ان الوصول لقلبها شاق ويحتاج للمزيد من بذل الجهد لكنه لم ولن يستسلم فقد شغفته بجمالها واختلافها عن الاخريات وما أثار إعجابه به أكثر هو عدم إهتمامها والهرولة إليه للاستفادة من أموال والده كغيرها من الفتيات التي تعرف عليهن طيلة حياتهاخرجت كتابا وبدأت تستذكر دروسها كي تغلق عليه جميع محاولاته للتقرب منها أو فتح مواضيع للحديث أخرجت ورقة مالية لدفع حصتها لكنه رفض وحاول مرارا أن يدفع بدلا عنها وبالاخير رضخ تحت إصرارها العجيب على ألا يدفع عنها مما جعله ينظر لها باختلاف كلي وصلا لموقف السيارات وترجل ينتظر نزولها بابتسامة سرعان ما اختفت بعدما رأها تتحرك أمامها دون النظر إليه
كان يغفو فوق فراشه بجسد منهك يرجع سببه لعدم اتخاذه القسط الكافي من النومفمنذ أن عشقها صار النوم ضيفا عزيزاانتفض من نومته ليهب جالسا بعدما استمع لصوت المنبه المنبعث من الهاتف وبلحظة كان يقف أمام خزانة ملابسة ليتخذ ملابس داخلية وتحرك صوب الحمام الخارجي ليغتسل بماء بارد عله يستفيقوبعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة كان يتحرك في عجلة من أمره بعدما ارتدى أفضل ثيابه ليلتحق بموعده الاسبوعي مع تلك الجميلة الذي أصبح مقدسا بالنسبة لهقطع طريقه والدته التي خرجت من غرفتها لتقطب جبينها وهي تتطلع في حيرة من أمره الذي تغير مؤخرا واصبح غريبا عليهتنهدت لتسأله بفضول
عندي مشوار مهم يا ماما... قالها في عجالة لتصيح مستفسرة
أنا نفسي اعرف إنت بتقوم من النجمة بتروح فين كل يوم سبت واشمعنا السبت بالذات
لتستطرد متعجبة
وكله كوم وعربيتك اللي بتسيبها قدام البوابة دي كوم تاني مع إنك مبتخطيش خطوة برة البيت من غيرها!
امتعضت ملامحه ليهتف باستياء
سبيني يا ماما أنا متأخر على ميعادي لما أرجع إبقي استجوبي فيا براحتك
لم يدع لها فرصة للاعتراض فقد تفوه بكلماته وهرول للخارج يسابق الريح
ليستشيط داخلها من تصرفات ذاك الأرعن كان يهرول بمشيته كي يسبق خروجها ككل مرة زفر باستياء حين تذكر ليلة أول أمس وكم من المرات التي حاول بها الإتصال ليجيب عليه شقيقها الكبير وينثره