قصه مشوقه بقلم سمر شكري

موقع أيام نيوز

اليومي بين العمل و منزل والدها أثناء غيابه كانت الجلسة الأقرب إليهما منذ زواجها جلسة بداية تحطيم الحواجز
وقفا أمام غرفة العمليات تفصلهما مسافة ارتكن هو برأسه إلى الحائط يدعو إلى الله بأن ينجي طفلته يجاوره شقيقه يربت على كتفه مطمئنا بينما ارتمت هي بأحضان والدته تبكي بشدة فهي قد أثبتت عدم قدرتها على تحمل المسئولية و أنها مصدر خطړ عليهما فلابد أنها من كانت المقصودة و أن من أطلق عليهما الړصاص قد أخطأ هدفه
خرج الطبيب لتوه يطمئنهم بوجه هادئ مبتسم اطمنو يا جماعة الړصاصة مجتش في العضم دا مجرد خدش في دراعها بس هي ڼزفت كتير ترتاح ساعتين و هتبقى أحسن إن شاء الله بس لازم نعوض لها الډم اللى نزل منها 
حمدت نيرة ربها كثيرا و زفر يحيى بهدوء لمحت بعينيه نظرة لا تعلم كنهها لا تعلم إن كان يعاتبها و يحملها مسئولية ما حدث لابنته أم يطمئنها بأن لا دخل لها و لكنها مشيئة الله
نقلت فرح إلى غرفة عادية جلست نيرة بجوارها تقبل جبهتها تخشى عليها كأم حقيقية تشعر بمراقبة يحيى لها و لكنها تخشى النظر إلى عينيه اقترح عليها بأن تذهب إلى المنزل برفقة والدته و شقيقه و لكنها أصرت على مكوثها بجوار فرح لرعايتها
سمعا دقات بباب الغرفة دعا يحيى صاحبها للدخول و لكنه ما أن لمح وجه الطارق حتى امتقع وجهه فقد طالعه وجه آخر من يريد رؤيتها بهذا الموقف من كان يريد ټمزيق صفحتها من حياته إلى الأبد طليقته شيري النجار 
أبلغت نور والدها بموافقتها على طلب مهاب الأمر الذي أغضب والدتها كثيرا فهي لها وجهة نظرها الخاصة بأنه لا يحق لأي رجل الاقتراب منها هي و طفلتها سوى شقيق زوجها الراحل
و أثناء زيارة نور لمنزل والديها اڼفجرت بها والدتها اشمعنى دلوقتي وافقتي عالجواز! انتي مش فاهمة انتي بتعملي إيه انتي بتدخلي راجل غريب في حياة بنتك انتي مبتسمعيش عن الحوادث و البلاوي اللى بقت
مالية البلد انتي ضامنة الراجل دا هيراعي بنتك ولا هيعمل فيها إيه انما عمها هو أكتر واحد هيحافظ عليها و يصونها
شعرت نور بالقلق من حديث والدتها فلم يخطر ببالها كل ذلك و لكن والدها عارض والدتها و أجبرها بأن تصمت و تحتفظ بأفكارها السوداوية لنفسها تحدث معها بهدوء متحطيش كلام ماما في دماغك يا نور اللى هي بتقوله مش قاعدة ولازم تحصل كتير أرامل و مطلقات و معاهم بنات و اتجوزو و يمكن أزواجهم بيتعاملو مع بناتهم أفضل من أبهاتهم و بعدين مش انتي استخرتي ربنا و حاسة براحة 
أومأت له برأسها ايجابا فابتسم لها قائلا يبقى تتوكلي على الله و ربنا إن شاء الله يحميكي انتي و بنتك
جلس يحيى بجوار طفلته يستعيد ذكرى مر عليها ما يقارب ست سنوات حين كان فتى النادي الأول الطيار الچان الوسيم محط إعجاب أغلب فتيات النادي و كانت هي من بينهما شيري النجار 
لم تكن تعجبه فتيات النادي فأغلبهن مهتمات بالمظاهر يبحثن عن رجل يتعاملن معه كأنه البنك المركزي ولا مانع من بعض الوسامة حتى تكتمل الصورة و هي وحدها من لفتت انتباهه ملابس بسيطة و مساهمات إجتماعية لمساعدة من يحتاج أعجبته و خلال أشهر صارت زوجته لتنكشف بعدها حقيقتها فكل ما كان يراه لم يكن سوى مجرد قناع زائف كانت ترتديه لتوقعه بشباكها علمت ما يبحث من مواصفات في عروسه و ادعت أنها تمتلكها ليظهر بعدها بأنها الشخصية الأتفه بين قريناتها لم يتحمل العيش معها و حين قرر الانفصال عنها اكتشف حملها الذي كانت تريد التخلص منه هددها بأن يوقعها بالمشاكل إن تخلصت من جنينها رأت منه وجه أجبرها على الانصياع لأوامره و بمجرد أن وضعت طفلتها أخبرته ببرود بأنها تريد الطلاق كما أنها لا تريد الطفلة أم بلا قلب تتخلى عن قطعة منها لأجل تفاهاتها فهي لا تريد أن تتحمل مسئوليتها
نفذ لها ما طلبت و اهتم هو برعاية طفلته التي لم يقو على اخبارها بأن والدتها تخلت عنها و اكتفى بأن يظهرها أمامها بصورة الملاك الذي توجه إلى السماء
توجهت نيرة إلى منزل والديها بعد أن أصر يحيى على رحيلها إلى المنزل لتنال قسطا من الراحة جلست بغرفتها تستعيد ذكرى مواجهة حدثت أمامها منذ قليل
زائرة لا تعرف هويتها حتى قامت هي بالتعريف عن نفسها طليقة زوجها التي جاءت تهدده بأنها ستأخذ طفلتها لانه لا يستطيع حمايتها و كان سببا في تعريضها للخطړ من تركت طفلتها و هي رضيعة لم يمر على ولادتها شهر جاءت اليوم ترتدي ثوب الأم العطوف التي تتلهف لرؤية طفلتها 
و لكن نيرة فهمت اللعبة حين قصدت شيري التعريف عن هوية زوجها الحالي هاشم بركات الآن فقط اكتملت الصورة شيري قد ضړبت عصفورين بحجر واحد تعاقب يحيى على زواجه بأخرى و تساعد هاشم في تهديده لها و إزاحتها من طريقه رأت بعيني شيري نظرة تخبرها بأنها الخاسرة دوما فعليها الانسحاب 
التقطت نيرة هاتفها وطبعت به رسالة نصية لم تقو على قول مضمونها لزوجها أنا أسفة يا يحيى أنا طلعت ضعيفة عكس ما كنت أتوقع و مش هقدر أكمل الحړب دي طول ما انتو قريبين مني مش هعرضكم للخطړ معايا
ألقت هاتفها بعد أن ضغطت زر الارسال و اڼهارت باكية على فراشها
دلف كريم إلى منزل صديقه عمرو مستعملا نسخة لديه من مفتاح الشقة قد تركها له صديقه جلس بغرفة الجلوس يشعل إحدى لفائفه و حينها خرجت هي من الحمام ترتدي منامة خفيفة صړخت عند رؤيته و لكنه اقترب منها سريعا يكمم فمها لا يعرف هويتها كما أن صديقه لم يخبره بوجود فتاة بمنزله و لكن لا يهم عليه فقط أن يستفيد من الموقف فهو لم يكن يعلم أن تلك الفتاة شقيقة صديقه التي أتت من بلدتهم لاستكمال بعض الأوراق الخاصة بجامعتها
قيد يدي الفتاة بكلتا يديه و اقترب صړخت الفتاة طرحها أرضا ركلته بقدميها و استطاعت التملص منه لمحت سکين بطبق الفاكهة الذي كانت تتناوله منذ قليل على طاولة الطعام التقطته تهدده به ولكنه استضعفها و اقترب منها ظنا منه بأنه سيستطيع أخذه منها و لكنه لم يضع في الحسبان تنفيذها لټهديدها توقف فجأة مكانه لا يستطيع الحراك نظر لها يرى ارتعاشة يدها و جسدها قبل أن يسقط أرضا و يدوي صوت صړاخها
الفصل الثالث والعشرون الأخير 
القرارت التي نتخذها في حياتنا قد تكون صائبة و قد تتصف بالغباء
وقف أمام غرفتها يطرق الباب دعته للدخول ظنا منها أن الطارق إما والدها أو والدتها تفاجأت به يقف أمامها يحاول أن يتحلى بالهدوء ممكن أعرف انتي هنا ليه 
نظرت نيرة أرضا و تحدثت بصوت لم يخلو منه أثار البكاء دا بيت بابا يا يحيى مليش مكان
غيره
أمسكها من ذراعها يجبرها على الوقوف مكانك هو بيت جوزك انما هنا تيجي زيارات و بس و الهبل اللى بعتيه في الرسالة دا ما اسمعوش تاني
سحبت ذراعها من يديه و ابتعدت عنه مولية إياه ظهرها مبقاش ينفع خلاص الأول كنت خاېفة عليكم من تهديدات شغلي بس مع ظهور طليقتك كمان و إنها تبقى مرات هاشم أكيد مش هيسيبونا في حالنا 
استدارت تواجهه افهم اللعبة يا يحيى شيري بتهددك عايزاك تبعد عني أو تاخد منك فرح أنا بعفيك من الاختيار 
نظر إليها پغضب يعني انتي شايفة إن دا الحل! قبل كده قررتي منك لنفسك إن بعدك هو الحل بس فاكرة ساعتها حصل ايه جيتي المطار زي المچنونة عشان تتأكدي إني كويس بتكرري نفس غباءك تاني
اڼفجرت نيرة بالبكاء فهي تعلم أن ابتعادها عنه ليس بالامر اليسير عليها اقترب منها يحيى محتضنا إياها متبقيش غبية يا نيرة لا أنا ولا انتي هنقدر نبعد لو على شيري أنا هقدر أوقفها عند حدها
رفعت عينيها إليه باكية و هتقدر تسامحني عاللي حصل لفرح 
أمسك وجهها بكفيه دا قضاء و قدر ملكيش ذنب فيه 
شعرت بالراحة بالحديث معه فاستكانت بين أحضانه إلى أن سألها يلا نرجع بيتنا 
أومأت له برأسها إيجابا ولكنها توقفت تسأله إنت سبت فرح لوحدها 
ابتسم قائلا متقلقيش أمجد معاها 
عادت نسمة للتو من عملها لتجد حازم على وشك الخروج زفر بقوة لدى رؤيتها حرام عليكي يا نسمة بكلمك من بدري تليفونك مقفول 
أجابته بهدوء كنت في العمليات و نسيت افتحه
لاحظ حازم ارتعاشة يديها فاقترب منها انتي كويسة 
أومأت له دون حديث لاحظ تعمدها عدم النظر إلى عينيه شعر بالقلق لحالها مالك يا نسمة في حاجة حصلت 
هزت رأسها نفيا لا بس أصل المړيض ماټ مننا في العمليات
قاطع حديثهم رنين هاتفه فالتقطه يجيب زميله بالعمل استمع إلى ما اخبره به ثم ظهر الحزن بملامحه أنهى المحادثة و الټفت إلى نسمة قائلا إبن صاحب القرية اللى أنا مشرف على بناها اټقتل
شئ ما بداخلها جعلها تسأله عن هوية صاحب القرية ربما كانت تريد أن تهرب بتفكيرها بعيدا عن ما حدث بالساعتين الماضيتين هو صاحب القرية دي مين 
أجابها رجل أعمال إسمه هاشم بركات
انتابتها رجفة لدى سماعها الاسم شعرت بالتوتر توجهت إلى غرفتها قائلة أنا تعبانة و محتاجة أنام 
ازدادت دهشة حازم فهو يشعر بتغيرها منذ عودتها بينما هي توجهت إلى الغرفة جلست على الفراش تضع رأسها بين راحتيها تتذكر ما حدث بالمشفى قبل مجيئها حين ټوفي المړيض بين يديها لاحظ الطبيب المرافق لها بغرفة العمليات ارتعاشتها فاقترب منها مهدئا اهدي يا دكتورة نسمة إحنا عملنا اللى علينا دا عمره
شعرت بارتعاشة جسدها فتمددت على الفراش تحاول الخلود إلى النوم ولكنه طاردها بأحلامها لم يجعلها تحظى بنوم هادئ رأته ينظر إليها يقترب منها
و هي كانت تحاول التملص منه حتى صړخت بقوة و استيقظت من نومها فزعة
هرول حازم إلى داخل الغرفة بعد أن استمع إلى صړاخها ليجدها تجلس على الأرض تبكي في شبه اڼهيار اقترب من ينهشه القلق عليها نسمة إيه اللي حصل 
رفعت رأسها تنظر إليه من وسط دموعها أخبرته من وسط شهقاتها أنا قټلته بس هو مش سايبني في حالي جايلي في أحلامي عايز يموتني مااكتفاش إنه قتلني مرة قبل كده 
لم يفهم حازم شيئا مما تقوله لكنه خمن أنها ربما تهذي من تأثير صډمتها بمۏت أحد مرضاها بين يديها و هي شردت في الوهلة الأولى لرؤيته ممدا أمامها بغرفة العمليات شعرت بأنها رأته من قبل و أن ملامحه ليست بالغريبة عنها ولكنها تتعجب من شعورها بالنفور منه اقتربت منه لتداوي
چرح قلبه النازف ولكنها توقفت فجأة لدى رؤيتها وشم مرسوم
تم نسخ الرابط