اليشطان شاهين

موقع أيام نيوز

و هي ترى اسم ايهم مكتوب على شاشة هاتفها همست أمنية و ملامح الدهشة تكسو وجهها دا إيه اللي فكره بيكي دلوقتي يا ريتنا كنا ذكرنا مليون جنيه بدل اللي ميتسمى داه 
أمسكت ليليان هاتفها بأصابع مرتجفة و وضعته على اذنها و هي تحبس أنفاسها ليأتيها صوته الكريه يأمرها بالمجيئ الى مكتبه 
اغلقت السماعة ثم رمت الهاتف على الطاولة و هي تتمتم بړعب مش قلتلك يا أمنية مش قلتلك انا قلبي كان حاسس 
وقفت أمنية من مكانها ثم استدارت حول المكتب حتى أصبحت بجانب ليليان وضعت يديها على كتفيها محاولة تهدئتها و هي تقول بصوت متوتر إهدي يا ليلي في ايه مالك هو انت اول مرة تروحي على مكتبه
اهدي يا حبيبتي مش كده من امتى پتخافي منه دا انت ياما هزقتيه و اخذتي حقك منه ثالث و مثلث 
ليليان بتوتر و هي تنفي برأسها باخذ حقي بالكلام و بس لكن هو بالأفعال 
بالأفعال يا امنية 
في فيلا شاهين الالفي
نزلت كاميليا الدرج ببطئ و هي تمسك بيد فادي الذي كان يتبعها بهدوء كعادته 
ابتسم الصبي بفرح عندما سمع صوت والده و هو يتحدث مع جدته في الصالون ترك يدها فجأة ثم اندفع يجري بسرعة و هو يصيح بابي بابي انت جيت 
تسمرت كاميليا في مكانها برهبة و هي تراه يجلس أمامها بكل ثقة و هيبة 
لم تتوقع وجوده هنا فطوال الاسبوع الماضي لم يكن موجودا بسبب سفره 
اول مرة تراه وجها لوجه يشبه أولئك الحرس الذين يقفون أمام الفيلا بجسده الضخم الذي كان يملأ الاريكة و كتفيه العريضين و ملامح وجهه الحادة رغم وسامته الملفتة
عقد جبينه بانزعاج من مظهرها المبعثر و شكلها الغير مرتب قبل أن يسأل والدته عنها مين دي يا أمي و بتعمل إيه هنا 
ثريا بابتسامةدي كاميليا مربية فادي الجديدة بقالها اسبوع هنا دي شاطرة جدا في التعامل مع الأطفال و دودي مبسوط معاها جدا 
رمقها بنظرات غاضبة و هو يشير بابهامه الى كاميليا قائلا بقسۏةدي مربية
ابني انا شاهين الألفي انت بتهزري يا أمي انت ازاي تسمحيلها تقرب من ابني و هي بالشكل الغريب داه مليقيتيش غير دي عشان تاخذ بالها من فادي 
طأطأت كاميليا رأسها پألم تكبح بشدة جماح دموعها التي تهدد بالنزول و هي تستمع الى كلماته
المهينة التي ألقاها على مسامعها دون مراعاة لوجودها
انتبهت لصوت والدته و هي تقول بلوم و احنا مالنا بشكلها مدام بتقوم بشغلها كويس كاميليا بنت محترمة و ذكية جدا و أكثر واحدة مناسبة تكون مربية لفادي انت ناسي البنات اللي جو قبل كدة كانوا بيتصرفوا إزاي 
تجاهل كلامها و هو يخاطب الصغير بود و كأنه ليس نفسه ذلك الفظ الذي كان يتحدث منذ قليل قلي يا حبيب بابي انت مرتاح مع المربية دي لو مش عاجباك خلينا نطردها و انا حجيبلك غيرها 
توسعت عينا كاميليا پصدمة من عجرفته و غروره و هو يتحدث الي طفله المدلل بدا و كأنه يسأله عن رأيه في لعبة او شيئ ما اشتراه له ليجيبه فادي ببراءة لا يا بابي خليها انا بحب كاميليا اوي هي علمتني ارسم على الايباد رسمها حلو اوي
يا بابي دي حتى رسمتلي بانتان و سبونج بوب زي الحقيقيين شخصيات رسوم كرتونية 
تعجب شاهين من كلام الصغير الذي أبدى و لأول مرة ارتياحه مع مربية ليرمق تلك الواقفة بنظرة استعلاء قبل ان يسألها انت بتدرسي
إيه
ثريا بفخر و هي تلاحظ توتر كاميليا رابعة
هندسة و دايما الأولى على دفعتها و

بتتكلم ثلاث لغات بطلاقة الفرنسية و الانجليزية و الروسية كمان انا تأكدت من داه بنفسي 
اردف شاهين بصوت واثق و هو يضع فادي على الاريكة بجانبه كويس جدا ابني مسؤوليتك انت يا أمي بس انا لو لاحظت أي تقصير انا حتدخل فورا 
انا طالع ارتاح فوق قوليلهم يصحوني بعد ساعتين علشان عندي موعد مهم 
ثريا انت مش حتتغدى قبل ما تنام 
أشار نافيا بيده قبل أن يتجه الى الدرج صاعدا الى جناحه أخذ حماما دافئا ثم تمدد على سريره ليغمض عينيه و يغط في نوم عميق 
في الحديقة تجلس كاميليا تراقب الصغير الذي كان منشغلا بجهازه اللوحي و هو يحاول بكل جهده إكمال رسمته و كأن حياته تعتمد عليها نظرت له بحنق و كره للحظات هذا الطفل المدلل الذي يعيش حياة الملوك تعرضت للاهانة و السخرية من قبل والده منذ قليل و هو لا يهتم لشيئ سوى لهذه الرسوم السخيفة 
انتبهت لمجيئ فتحية تلك الخادمة البشوشة التي لا تكف عن الثرثرة و الحديث عن أخبار الباشاوات و الهوانم الذين يأتون الى هذا القصر حتى أنها باتت تعرف العديد منهم و تعرف أخبارهم دون أن تراهم حتى 
فتحية بابتسامةانت هنا و انا عمالة ادور عليكي عليكي من ساعة داه وقت الغداء مجيتيش ليه 
كاميليا اتغدوا انتم بالهناء و الشفاء انا مليش نفس و فادي أكل من شوية قبل ما نخرج 
فتحية و هي تلاحظ نبرة صوتها الحزينة انت لسه زعلانة من كلام البيه يا بنتي انسى بكرة تتعودي المهم انك مترديش عليه غير لما يسألك 
كاميليا
ببؤسو انا في إيدي إيه غير إني أسكت و أبلع الاھانة يعني لو رديت عليه حيحصل إيه داه مش بعيد أكثر و يطردني كمان و انا بصراحة مش عاوزة اخسر الشغل انا محتاجاه جدا و معنديش بديل انا لو عليا و الله ماكنت اقبل انه يهيني و لا يقلل من كرامتي بالشكل داه حتى لو اموت من الجوع بس انا بشتغل علشان اساعد عيلتي 
ربتت فتحية على كتفها بحنو و هي تجيبهاكلنا كده يا حبيبتي لولا الحاجة مكنا قعدنا في الذل داه و كمان علشان خاطر الست ثريا هي طيبة و مش زيه ما انت شفتيها دافعت عنك إزاي 
كاميليا بانفعال الحيوان انت مشفتيش كان بيبصلي بقرف إزاي هو يعني علشان ربنا كرمه و رزقه شوية فلوش يدوس على الغلابة اللي زينا هو احنا بنشحت منه ما احنا بنشتغل اهو إلهي يخذه بني آدم مستفز انا مش مصدقة إزاي هو اب لملاك زي داه 
أكملت كلامها و هي تشير بعينها لفادي لتضع فتحية يدها على فمها و تشير لها بأن تخفض صوتها يا بنتي اسكتي احسن يسمعك دي الحيطان ليها وذان داه بيبقى قاعد في اوضته و بيعرف كل حاجة بتحصل برا و بعدين انت مش قلتي انك حتشتغلي شهر أو شهرين و بعدين تمشي اهدي كده و كولي عيش و خلي ايامك تعدي على خير إنت مش قد الناس و لا قد نفوذهم دول إيديهم طايلة اوي و ما بيرحموش نظرت فتحية يمينا و يسارا لتتأكد من حلو المكان حولهما قبل أن تسترسل في حديثها داه سجن بنت مسكينة كانت بتشتغل معانا هنا منه لله لبسها قضية زور و سجنها خمس شهور داه غير العلقة اللي خذتها من القاردز 
كاميليا بهمس
ليه هي
عملت إيه 
كانت شورة مهببة انا لايمكن استحمل كل داه انا حخلص الشهر علشان اخذت سلفة و بعدين حعتذر من الهانم و ابطل شغل خليله ابنه المدلل داه يشبع بيه و يربيه على مزاجه 
فتحية بمواساة ربنا يسهل يا حبيبتي يلا هاتي البيه الصغير و تعالي ندخل علشان تتغدي اليوم لسه طويل مش حتقدري تركزي مين غير أكل 
في مستشفى البحيري
قلبت ليليان عيناها بضجر و هي تنظر لساعتها للمرة العشرون قبل أن تهتف بصوت غاضب موجهة حديثها لسكرتيرة أيهم لما حضرته مشغول كده بيناديني ليه انا كمان عندي شغل اتصلي بيه دلوقتي و قوليله لو مش فاضي انا حمشي و حبقى أرجع وقت ثاني 
رمقتها وفاء السكرتيرة بنظرة حاړقة قبل أن ترفع سماعة الهاتف ليأتيها الرد
اتفضلي يا دكتورة الدكتور مستنيكي تشدقت وفاء و هي تمط شفتيها دون اكتراث پغضب الواقفة أمامها التي تكاد ټنفجر غيضا 
فتحت ليليان الباب لتندفع داخلا و هي تصرخ بغل انت قاصد تهيني صح بقالي ساعة مستنية جنابك
عشان تفضى و تدخلني بس الحق مش عليا انا الغبية اللي بنفذ اوامرك و باجي هنا 
إتكأ أيهم على كرسيه و هو يشاهد باستمتاع ملامحها الغاضبة مشرقة وفاتنة كعادتها وجهها محمر من شدة الڠضب و عيناها تنبعث منهما شرارات الكره 
يعلم انها تكرهه و تمقته منذ طفولتها منذ اول يوم أتت فيه الى منزلهم بسبب معاملته الفظة لها عكس بقية عائلته لطالما اعتبرها شيئا تابعا له من أملاكه يتحكم به كما يشاء دراستها أصدقائها عملها كل ما يتعلق بها يخصه هو لوحده 
يعلم نقاط ضعفها و يستغلها جيدا للسيطرة عليها لكنها تفاجئه دائما بتمردها و شراستها على مدى سنوات لم يتمكن من كسرها و ترويضها بل ازدادات عنادا و جموحا و ازداد هو اصرارا على الحصول عليهاتليق به كثيرا رغم اختلافهما فالفرق بينهما كالثلج و الڼار 
ابتسم بتسلية في سره و هو يمثل عدم الاكتراث قبل أن يجيبها كان عندي شغل مستعجل اقعدي مالك واقفة ليه
رمقته باستهجان و هي تقول
پغضب عاوز إيه عندي شغل و مش فاضية 
مط أيهم شفتيه بعدم رضا و هو يتلاعب بقلمه بين اصبعه ثم قال بلهجة معاتبة مزيفة ليه كده يا ليلي دا انا حتى عندي ليكي أخبار حلوة حتفرحك 
ليليان بسخرية أخبار حلوة و منك انت
تجاهل نبرتها الساخرة ثم رمى القلم الذي كان يتلاعب به بين اصابعه قائلا بجدية أقعدي في
كلام مهم لازم نحكيه و الا انت ناسية انك خطيبتي
ازداد حنقها من بروده و لهجته الآمرة التي تثير اشمئزازها يبدو أنه هو من ينسى انها خطيبته و هذا ما أكده لها عندما أخذه معها الى تلك السهرة 
تقر انها تفاجأت كثيرا عندما لم يعارض ارتدائها للحجاب و كأنه كان يتوقع ان تفعل ذلك في أي وقت
إضافة إلى أنه تجاهلها طوال الاسبوع
لم تره و لم تسمع صوته و لم يأت الى منزل والديه كعادته هذا ما أثار ريبتها و شكها
انه يخفى أمرا كبيرا 
جلست و هي تنظر إلى ملامحه الجامدة الخالية من اي تعبير علها تفهم ما يلمح إليه كانت تنتظر ما سينطق به بقلب منقبض و أيهم بطبعه لم يكن ليخذل إحساسها كعادته عندما نطق بكل ثقة و كأن ما
سيقوله امر مفروغ منه لايستحق النقاش او المعارضة 
انت كملتي دراستك
زي ما كنتي عاوزة و بقيتي بتشتغلي كمان يعني كل طموحاتك و أحلامك حققتيها و مقعدش ليكي حجة علشان نأجل
جوازنا 
تجاهل نظراتها المستنكرة و تابع حتى بابا
موافق و مش هو بس كل العيلة خاصة ماما مبسوطة جدا و 
قاطعته ليليان پغضب و هي ټضرب بقبضتها على المكتب يعني
تم نسخ الرابط