فراشه في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
المحتويات
وشهقت پصدمة متعمدة لتزيد من تضخيم الموقف فيما وقف الملك پغضب شديد وسأل
ماذا قولتي
ردت بعزم
لن أعتذر وأمرهم بقطع رأسي الآن كي أرتاح فأنا لن افقد حياتي حينها أنا بالفعل فقدتها منذ غادرت بلادي
أشتعلت عينا الملك والڠضب يتفاقم بداخله وقد زاد أكثر وهو يشعر بالڠضب لعجزه عن الأمر بقټلها كما هي عقۏبة من يعصي الأوامر
قالها الملك بهدوء حذر وڠضب مكتوم فنظرت له أنجا پصدمة وكادت أن تتحدث إلا انه امر مجددا بصوت غاضب
هيا تحركي إلزمي غرفتك ولا تتحركي منها هياااا
خرجت رنا من عنده والدموع تسري على خديها تسأل متى الخلاص مما هي به
سوما العربي
جلست تهز قدميها بحزن شديد كلما تذكرت ما حدث اليوم وأمس ثواني و أضاء عقلها يأسئله مهمة و خطېرة ماذا تريد من زيدان وما الذي حدث معها ولما هي مسلوبة الأرادة هكذا لما كانت دوما رد فعل وليست الفعل ذاته مثل رنا
أبتسمت بحزن فهي دوما كانت عكس رنا في كل شيء غير معجبة بشخصيتها المتهورة المنفتحة رغم حبهما الشديد ببعض لكن كانتا دوما عكس عكاس لا رنا يعجبها طريقة تفكير حوريه وإعجابها الغير مبرر بمحمود وخضوعها لتحكمات المجتمع والعيش هكذا ولا حوريه يعجبها إندفاع رنا وتحديها لكل القوالب المجتمعية التي لا مساس بها
هنا كان عليها ان تقف وقفة متأملة تسأل من منهما كانت الصواب خفضت عيناها أرضا بحزن فعلى ما يبدوا أن ولا واحدة منهما قد ربحت
ثواني وفتح الباب ودلف منه زيدان يبحث عنها في الأرجاء إلى أن وجدها فتقدم بخطوات مترددة ثم قال
سلام عليكم
وعليكم السلام
لف حول نفسه مهمها فقد ردت السلام لمجرد الرد لا أكثر ماذا يفعل لتتحدث معه
دلف للداخل يعتقد أنها ستذهب خلفه لتحضر له ملابسه لكنها لم تفعل فعاد للصالة حتى وقف أمامها و ردد پغضب
مش هتيجي تحضري لي لبس البيت
نظرت له بطرف عينها ثم قالت
ما أنا عارفه انك هتعرف تجيب لنفسك عادي أنا كبير كفاية وبتعرف تعمل كل حاجة لوحدك و بتبات كمان برا البيت
طيب أنا عايز أكل
لم تتحدث هي فقط تحركت من مكانها واختفت بالمطبخ وبعد دقائق كان الطعام معد على السفرة التي جلس عليها يتأملها بشهية مفتوحة وكاد أن يشرع في الطعام إلا أنه توقف وهو يراها تغادر ولم تجلس للطعام فناداها
حوريه انتي مش هتاكلي
فقال بأمر
اقعدي كلي
مش عايزة
وأنا قولت تقعدي تاكلي ايه هتعيشي من غير أكل
هو أنت بجد!
نظر لها بإستغراب لا يفهم سؤالها وهي كذلك تواجهه بإستنكار شديد فسال
مالي!!
مالك! بتسأل بجد! أنت متقلب وكل ساعه بحال عمال تتعصب وتمشي وتسيب البيت وكمان تبات برا ومن شوية كنت عمال تزعق لي قدام الست رشا بنت عمك
فاندفع يجيبها
مانتي الي نازلة بشعرك
والله بشعري! كنت خارجه بسرعه من غير ما أفكر عشان أوقفك أراضيك وأنا أصلا مش غلطانة فيك لكن نزلت لاقيتك مش داري بالدنيا كانت كنت واقف مع الست رشا هي صحيح مش رشا دي الي اتقدمت لها كذا مرة وكنت عايز تجوزها
نظر لها ببهوت وعقله يستوعب هل تغار عليه حوريه!
وقف عن مقعده يبتسم لها لكنه توقف مستغربا وهو يسمع صوت جلبه قادمه من الخارج
تحرك لعند الباب يفتحه يرى عمال يحملون بعض الأدوات ومعدات ويصعدون السلم
فعاد لعند حوريه وقال محذرا
ماتتحركيش من هنا وماتفتحيش الباب
بعدها أختفى نهائيا من الشقة وصعد ليرى ماذا هناك فوجد باب شقة محمود مفتوحه على مصرعيها والعمال يقفون هنا وهناك ومعهم أوات كثيرة وهو يقف في المنتصف يلقي عليهم أوامره
نظر لهم زيدان بجهل شديد ثم سأل
هو في أيه ايه الي بيحصل هنا
ألتفت محمود و رد ببرود
كل خير يا كبير بوضب شقتي عشان اقعد فيها
نعم هتقعد فيها!
أيوه ايه مش شقتي دي ولا قررت تاخدها هي كمان
فهم عليه ولم يتحدث إنما غادر يحمل معه الڠضب ونزل لعند والده يطمئن عليه فقابلته والدته معاتبه
توك ما افتكرت يا زيدان أنت فين من امبارح وسايب أبوك تعبان
حقك عليا أنا بس كنت
حالك كله بقى متشقلب و مش عاجبني
نظر لها ولم يعقب فهي محقه في كل ما قالته بل تحرك للداخل يرى والده الذي حاول فتح ألكلام معه في قصتهم لكن زيدان منعه على الأقل حاليا
مرت أيام كانت هي الأسود على زيدان في حياته كلها عصبيه وصوت عالي كان الڠضب والشجار هما الأقرب إليه وكل يوم يزداد الأمر سوء عن ذي قبل وغيرته لا مثيل لها
و والدة رنا قد نفذ صبرها فقد مر شهران وللأن لا حس ولا خبر عن إبنتها ما يحدث غير معقول فذهبت لحوريه لتأخذها لعند تلك الشركة التي تعمل فيها رنا
وهناك أحدثت فوزية مشكلة كبيرة وهددت بتبليغ الشرطة إذ لم يجدوا لها حلا
و ظلت هكذا إلى أن حضر عاصم وحاول التحدث معها لتهدئتها قائلا
ايه بس الي مضايقك يا ست الكل
يعني أيه ايه الي مضايقيني انا بنتي غايبه أدي لها مدة ولا حس ولا خبر هو ده معقول يعني يا ناس بلد ايه دي الي مافيهاش شبكة اتصالات
أنا مقدر زعلك يا ست الكل بس آحنا نفسنا مش عارفين نتواصل مع الطاقم بتاعنا وده في شغلنا امر عادي بيحصل كتير لان معظم شغلنا بعيد عن العمار
حاول عاصم قدر المستطاع ان يمتص ڠضب فوزية لكنها لم تشتري أي من كلماته كانت موقنة ان بأبنتها خطب ما وقلبها غير مطمئن خصوصا مع حديث هذا الرجل وهو يحاول بلسمة الموقف لها
غادرت فوزية وهي عازمه على الذهاب لأقرب قسم شرطة فالوضع لم يعد يتحمل الصمت لكنها قالت لحوريه
روحي انتي يا حوريه أنا رايحه مشوار
مشوار أيها بس يا خالتو في الجو الڼار الي احنا فيه ده تعالي نروح وبكره
لكن فوزية لم تستمع لها ولم تعطيها الفرصه لتكمل
حديتها بل أوقفت سيارة أجرة وكلها عزم على ما تريد فقالت حوريه
طب أستني أجي معاكي
لا روحي انتي الجو حر عليكي أنا عارفه الطريق المرة دي
غادرت فرزيه وتركت حوريه أمام الشركة تحت أعين عاصم الذي وقف يراقبها وشعر أنها فرصته اخيرا فترك مكتبه و استقل المصعد حتى وصل لسيارته فأخذها وتوقف أمام حوريه يناديها
انسه حورية
ألتفت له فقال
تعالي اتفضلي أوصلك
لأ شكرأ مش عايزة أتعبك
مافيش أي تعب ولا حاجة تعالي اتفضلي
شكرا هاخد تاكسي
مش معقول هتحرجيني يعني اتفضلي هوصلك حتى انا اضمن من التاكسي ولا ايه يا آنسه حوريه
نظرت له حوريه بأعين مقيمة ثم قالت بحسم
أنا مش أنسه أنا مدام يا عاصم ليه
ثم أوقفت سيارة و غادرت فيها وتركته للشمس تأكله
سوما العربي
في قصر الملك راموس مرت أيام جرى فيها الكثير وجد أكثر لكن رنا منعزله لا تعلم أي شيء عن ما يجري خارج غرفتها التي لزمتها بأمر ملكي
لقد أسودت الحياه بعينها بعد كل ما جرى وفقدت الرغبه في كل شيء حتى الحياه نفسها وكذلك الطعام الذي رفضته فتحولت لوجه شاحب وجسد هزيل
دق الباب فدلفت أحدى الجواري تحمل معها صحن الفاكهة فوجدت طعام الغداء لم يمس رفعت عيناها تنظر على تلك الفتاة البيضاء التي ما ان قدمت للجزيرة حتى بدأ الكل يتحدث عنها وعن جمالها والان أصبحت كالچثة بلا روح أو حياة
فاقتربت منها تقول
الانقطاع عن الطعام لن يفيدك الأفضل ان تفكري في حل
لا أريد العيش هنا لا يناسبني وفقدت الأمل في العودة لبلادي
اقتربت الجاريه من رنا وقالت
سيدتي انتي بحاجه للطعام ولصحتك فقد صنع لكي خية كبيرة و وقعتي فيها وللأسف قد زدتي الأمر سوء بعنادك العيش في القصور يحتاج إلى مكر و دهاء إستقامتك لن تنفعك بل ستضرك كثيرا
أنتبهت رنا لما قالته واعتدلت في جلستها تسأل بلهفة
عن أي خية تتحدثين
سأخبرك لكن وأنتي تأكلين
بعد ساعه تقريبا كانت رنا تقف أمام غرفة الملك وهي في أبهى حلة وقد تغير رونقها وكأنها تبدلت من فتاة شاحبه هزيله لأخرى جميله وطلبت مقابله الملك
سوما العربي
في القاهرة
عادت حوريه من الخارج وجهزت أصناف لذيذة من الطعام تتمنى أن تنال إعجابه ثم بدلت ثيابها وأرتدت فستان باللون الأبيض مزركش بورود بنفسجيه وتركت شعرها ينساب حول عنقها بلذاذة وأكتفت بوضع ملمع شفاه لامع وجلست تنتظر عودته إلى ان عاد أخيرا
انتعشت روحها وهرولت عليه بلهفة فنظر لها نظرة غريبة تحمل الكثير ولقى صامت فقط يتأمل جمالها فقالت هي
إتأخرت ليه أنا مستنياك من بدري
أنتي طالق يا حورية
يتبع
فراش في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
الفصل التاسع عشر
الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيرا فهي لم تأكل أو تشرب شيئا منذ غادرت بيته آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله
ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي عليها فيها يمين الطلاق
عودة بالزمن قليلا للخلف
كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه
صډمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه
لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحا ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت
زيدان أنت بتقول أيه بتهزر صح
جوابه كان ثابتجامد ومن جحوده كان مختصر حين قال
لأ
فسألت پضياع وأعين شفافه من الدموع
هو أيه الي لأ أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد
لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك
قالها بهدوء وقد لف بجسده لا يرغب حتى بالنظر إليها
فظلت خلفه لثواني لا تتحرك تشعر بالضياع التام ولا تستطيع تحديد معنى لما يحدث
وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده وحاولت التحدث معه تناديه مستجديه
زيدان
لتصدم بتشنج عضلاته وإبتعاده عنها خطوة كأنه يرفض أي حديث بينهما بل وينفر من لمستها
فاتسعت عيناها وسألت بتيه
هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلطبس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا!
لأ أنتي ما عملتيش حاجة
بكت بحرقه وسألت
أمال ايه الي حصل
أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلا وليه
شهقت پصدمه
أيه!!
لم تتوقع هكذا رد منه حركت قدميها الملتصقه بالأرض تحمل جسدها المثقل بسرعه تدفعها عزة نفسها وكبريائها المحروج وهرولت للغرفه تفتح دولابها وهي تفتح الحقيبة الكبيرة في نفس اللحظة تجمع ثيابها بعشوائية هوجاء ودموعها لا
متابعة القراءة