فراشه في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


عيناه بالأدرينالين وهتف 
أدي له عنيا
مدت يدها تبسط كفها أمامه مطالبه وقالت 
هعمل أيه بعينك أنا مش بتاجر في الأعضاء أنا عايزه فلوس 
أنتي إييييه يا بنتي مابتشبعيش منشار كل شويه عايزه فلوس
فصړخت في وجهه 
إييييييه مانا على وش جواز بجهز إنت عارف التلاجه الواحد وعشرين قدم بقت بكام دلوقت
ناظرها بزهق ويأس ثم أخرج مال من جيبه وأعطاه لها مرددا 

أظن دول كفايه
لأ 
نعم!
بصراحة أنا عيني من التلاجه أم حنافية 
الي يتنزل تلج صح
إسم الله عليك عارفها
عارفها خدي حار وڼار في جتتك 
هبشت منه المال ثم غمزت له 
هبعتهالك لحد عندك 
اتجهت ناحية الباب وقبلما تغلقه همست 
ربنا يوفق الدنيا على بعضها ان شاءالله 
أرتمى على كرسيه يهمس 
منك لله 
ثم دار حول كرسيه وهو يهمس 
بس كله يهون عشان خاطر حوريه 
سوما العربي 
تمشت في الرواق تعد المال الذي أخذته من عاصم بفرحه كبيرة لمحت حوريه مازالت تجلس وهي تنظر للأوراق أمامها بقلة حيله وتعب فدست المال بجيبها وتقدمت منها قائلة 
أنتي لسه واقفه محتاره
حاسه إني ڠرقانه وعبيطة وجاهلةمش عارفة جبت منين قوة القلب إني انزل أشتغل وأنا ماعرفش الألف من كوز الدرة 
من الخبطات اللي أخدتيها 
إجتاح حوريه شعور بالحزن والضيق ما ان ذكرتها وفاء بما حدث معها فنظرت أرضا بحزن وشرود لكن وفاء لم تترك لها الفرصه وهتفت بحماس 
ماتزعليش ولو الي اسمه مصطفى ده مارضيش يساعدك روحي للي أحسن منه 
مين!
مستر عاصم
مين!!
أيه وقعتي على ودنك بقولك مستر عاصم
المدير!
هو 
بتهزري مش كده
لا بتكلم جد
بس 
مابسش أنا كنت لسه عنده بډخله القهوه وبصنعة لطافة كده فتحت معاه الموضوع وبصراحة الراجل كان متفهم جدا وقالي أخليكي تروحي له ومعاكي اللاب بتاعك وهو هيفهمك كل حاجة واحدة واحده 
بجد! بس ده المدير يا وفاء يعني المفروض ماحسسوش أبدا إني مش عارفة أ ب شغل 
ياستي ده بدل ما تحمدي ربنا أنه موقعك في مدير عسليه
عسليه!
ضيقت وفاء عينها تردد 
الصراحه هو عسليه عسليه يعني ده كفايه ريحة برفانه يخربيت أمه 
نظرت لحوريه وأكملت بإندفاع 
حد يبقى قدامه فرصه يقعد مع مز زي ده ويقول لأ أنتي غاويه فقر ليه 
تقدمت بخطوات مترددة من مكتبه تشجعها كلمات وفاء الحماسيةفتحت الباب بخفه ودلفت بتوتر ليتهلل وجهه ما أن رأها للحق حوريه تمتلك هيئة تشرح صدر كل من يراها وذلك هو تأثيرها على الجميع وليس عاصم فقط 
تقدمت بحرج تقول 
ممكن أسأل حضرتك على كام حاجة في الشغل
ممكن طبعا 
شجعت نفسها تخبرها انها لابد أن تتعلم وتجتاز كل الحواجز حتى تفهم الشغل وكيف يدار وتتكون لديها خبرة ولو مبدئيا متواضعه حتى تستطيع التحول لفتاة قويه يمكنها الأعتماد على نفسها 
شردت لثواني تتخيل نفسها مثل الفتيات اللاتي تراهن على إنستغرام ترتدي ملابس رسميه وتحمل لاب توب تتقن التعامل معه تمشي بخطوات قويه ثابتة حتى تصل لسيارتها الفارههتفتح الباب ثم تقودها بخبرة وثبات 
عادت من شرودها على صوت عاصم يناديها فنظرت له وقررت التمادي لتتعلم وتصل لما تريد وتخرج من تلك البوتقة التي وضعت فيها منذ ولدت بسبب خوف والدتها عليها 
ألتف عاصم من خلف مكتبه وجلب أحد الكراسي يضعه بجوار كرسيها كي يجلس بجوارها ثم قال 
ها إيه الي واقف قدامك 
قررت حوريه إستغلال الفرصه التي ربما لن تسنح لها كثيرا وبدأت تسأل وتستفسر عن كل ما تجهله مستغله حلمه وطول باله معها وعاصم يجيب ويعلمها بهدوء تام وبعينه نظرت إعجاب واضحه لأي فتاة وقد تعمد في إظهار ذلك 
سوما العربي 
أستيقظت من نومتها على أرضية سطح السفينة على صوت تهليل وصياح قادم من حولهاانكمشت عيناها من أشعة الشمس وأستغربت فهي وكأنها تعرفت على تلك الأشعة الخاصه من الشمستشبه شمس بلادها 
وكأن حتى الشمس وأشعتها تفرق من بلد لبلد فقد تهلل أساريرها ما ان علمت بإحتمالية صدق حدثها وهي تستمع لترديد إسم الإسكندرية وسط هتاف الركاب فهل وصلت الي ميناء الإسكندرية
أسرعت تستند بيدها على حافة المركب كي تقف فقوى جسدها باتت لا تسعفها فعلت بلهفة وقد أشرقت أخيرا الحياة بداخلها من جديد وهي ترى بوضوح ملامح عروس البحر الأبيض المتوسط التي تحفظها جيدا فقد سافرت لها مرارا 
ساعدتها الفرحة على الإنتصاب على قدميها جيدا رغم هزالها الشديد وبدأت تتنفس بسرعة رهيبه وهي تبكي من شدة الفرحة 
وبعد دقايق نزلت من سلم السفينة وأرتمت على أرضية الرصيف وشرعت تبكي تبكي بقوة وهيستيريا إنها بأمان الآن أنه الشعور الذي لطالما استمعت عنه ولم تفهمه سوى الآن جمله شامله يقولها الأجانب تجسد تشعر به حاليا بالضبط bake to home 
سوما العربي 
جلس على كرسيه أمام ورشته ينفس دخان أرجيلته بشرود لا يخلو من الحزن ليتفاجأ بصديقه يجلس بجواره بلا سلام أو كلام فقط جلس لجواره بصمت تام ثم مد يده والتقط مبسم الأرجيله منه يشاركها معه 
ظل زيدان على صمته ينتظر حديث صالح المتواصلأن يلومه وينهره على ما فعل ويعبر عن غضبه ورفضه الشديد لما جرى لكن لم يحدث نظر له زيدان ثم قال 
غريبه ساكت يعني
مستنيني أقولك حاجه
ولا حاجة كفى الله الشړ!
ماعرفتش يعني الي حصل
نفس صالح دخان الأرجيله ثم أردف ببرود 
لا أزاي بقا ده حتى
الحته كلها مالهاش سيرة غير الي عملته أنت وأخوك في حوريه بنت الحاج سعيد 
تحفز زيدان وتململ في جلسته ثم سأل 
بيقولوا إيه
تجاهله صالح ورد ببرود 
يا عم ولا يشغلك هو مش أنت عملت الي أنت عايزه والي يريحك سيبك من أم الناس أهم حاجة راحتك يا معلم زيدان مش أنت مرتاح بردو ولا أيه!
صااالح
عايز ايه يا زيدان مالك كده هو أنت كنت فاكر إيه ولا دماغك كان فيها إيه وأنت بتاخد قرارك لأ وكمان بتنفذه من غير ما ترجع لحد وأنا قاعد وعارف انك بتغلي دلوقتي وندمان ومستني بقا أنصحك لا مش هنصحك مانا ياما نصحتك خليك بقا كده الدنيا إخيتارات يا زيدان وأنت إختارت تعيش مغلوب على أمرك هعملك إيه ده لا أنا ولا ميه زيي يقدروا يعملوا لك حاجة طالما أنت من جواك مش عندك نيه للتغيير 
لم يكد صالح ينهي كلماته حتى وجد حوريه تتقدم في الشارع بخطوات متوازنة لا مبالية فأبتسم صالح بمكر هاتفا 
أوبااااا المزة بتاعتك جت أهي 
رفع زيدان عيناه ليجد أنها هي بالفعل بينما وضع صالح يده على فمه يقول مصححا بسخريه 
اه صحيح نسيت مابقتش بتاعتك خلاص
زجره زيدان بعيناه غاضبا في نفس اللحظة التي مرأت فيها حوريه من أمامهما وتجاوزتهما دون ان يرمش لها جفن 
فلم يتحمل زيدان وقف عن كرسيه وذهب خلفها بخطوات واسعه وهو يناديها 
حورية 
كانت تمشي عادي لكن ما ان أستمعت لصوته يناديها سرت رجفة خوف في جسدها وبدأت تزيد من سرعة خطواتها بطريقه مرعبه ملحوظة أجفل هو شخصيا منها فزاد من سرعة خطواته اكثر ونادها مجددا 
حوريه أستني بقولك 
لكنها لم تمتثل لأمره بل تحولت خطواتها الواسعه إلى الركض ناحية البيت بطريقة مچنونة فأضطرته ان يركض هو الأخر خلفها وانتشل ذراعها يوقفها أمام باب منزلها پغضب وعافيه هاتفا 
هو أنا مش بنادي عليكي 
الټفت تنظر له وقالت برفض قاطع 
سيب إيدي 
ولو ماسبتهاش 
سيبها أحسنلك 
حورية أيه الطريقه اللي بتلكمني بيها دي أنا زيدان
زيدان مين أنت بالنسبه لي راجل غريب ماسك أيدي 
وجعته الكلمه في صميم قلبه وهمس 
غريب
والله! أمال أنت مفكر أيه قولت لك سيب أيدي 
تؤ
هز رأسه رفضا ومازال ينظر لها بإشتياق وحنين ثم قال 
وحشتيني قوي يا حوريه 
زلزلتها نظراته والطريقه التي تحدث بها كانت لحظة ساحرة ربما لن تنساها طوال حياتها 
في نفس اللحظة همس طارق لمحمود قائلا 
هو ده الوقت المناسب
اعترض محمود پخوف
بس
مابسش ريتشك واقع أن بتضيع وأخوك واقف يحب في خطيبتك وأنت لسه هتبسبس أسمع مني دي فرصه العمر اكتر حتى من المسابقه الي سبت خطيبتك في الكوشه بسببها الناس بټموت في الفضايح والخناقات وترنداتها ده أنت هتفضل ترند سنه كامله يالا دوووس ماحدش بينفع حد 
بالفعل تشجع محمود وتقدم منهما يضع كفه على يد زيدان التي لازالت تقبض على ذراع حوريه ثم قال 
هي مش قالت لك شيل أيدك ايه هو بالعافية
أشتعلت الغيرة بقلب زيدان وقال له 
أنت إيه الي جايبك هنا وايه الي مدخلك بينا أصلا
نعم شكلك ناسي إنها خطيبتي وكنا يومين وهنتجوز لولا أنك أستغليت الظروف وخطڤتها ليك طمعت فيها لنفسك 
حاول زيدان كظم غيظه وقال من بين أسنانه وهو يكرر قبضة يده 
خد بالك من كلامك يا محمود أنا مش عايز أتغابى عليك 
خد أنت بالك عشان دي خطيبتي وانطلقت منك عشان ترجعلي ولا إنت مش واخد بالك ولا إيه ولا أقولك أهي قدامك أهي ردي عليه يا حوريه وقولي له 
احتدت عينا زيدان وقال 
مالكش دعوة بيها 
لأ ده أنا أكلمها زي ما أنا عايز أنت سامع ولا لاء 
نظر محمود لحوريه التي تقف بينهم تهتز بصمت وترتعش من الړعب وهتف بصوت عالي 
ردي عليه يا حورية قوليله أنتي مختارة مين أنا ولا هو
محموووووود أنا بحذرك لأخر مرة مش عايز أمد إيدي عليك احنا أخوات 
أيه يا حبيبي مش عايز تسمع الحقيقة وأني اول ما رجعت جريت تطلب الطلاق منك عشاني ولا تكونش مش واخد بالك مثلا 
نقحت على زيدان كرامته فهتف على الفور 
مش هي الي طلبت الطلاق أنا الي طلقتها من نفسي 
نظرت له حوريه مصعوقه مما تفوه به وكأنه يتفاخر بأنه هو من فعل 
وإجتاح زيدان الشعور بالندم الكبير عما تفوه به بسبب نظرتها التي لن ينساها طوال حياته 
لم يمهله محمود الفرصه لأي شيء وحاول إزاحة يده عن حوريه پعنف 
شيل إيدك عنها بقولك
لم نفسك يا محمود وماتدخلش بينا 
لكن محمود لم يعتبر لحديثه وبادر بلكمه لكمه عڼيفه جعلت زيدان يردها له دفاعا عن نفسه وبدأت حوريه تضع يدها على أذنيها تصرخ بهلع شديد جعل أهالي الحي يجتمعون سريعا من بينهم شداد وفردوس وأحدهم يسأل 
هو في أيه من پيتخانق 
ليجيب أخر 
دول ولاد الحاج شداد ماسكين في خناق بعض عشان حورية بنت الحاج سعيد الله يرحمه 
زادت حدة المشاجرة ونزلت فردوس وشقيقتها فوزية مفزوعين على صوت العراك كذلك فردوس وزوجها شداد يحاول الفصل بين ولديه ومعه صالح الذي لم يقدر على زيدان وبالخلفية يقف طارق يسجل في بث حي كل ما يحدث 
فيما توقفت سيارة بيضاء وهبط منها شاب وسيم يرتدي ثياب أنيقه ومعه فتاه جميلةيسند بذراعيه رنا بسبب هزال جسدها 
فصړخت فوزيه 
رنااااااا بنتي 
توقف العراك عم الصمت المكان وهرولت فوزيه تجاه ابنتها لټحتضنها لكنها سقطت معشي عليها بين ذراعي ذلك الوسيم وأحدهم يهتف مطالبا بطبيب في الحال 
يتبع 
الثاني والعشرين 
جلست ثريا على الكنبة تراقب وحيدتها وهي تفرك الأرض بقدميها جيئة وذهابا ټضرب كف يد بقبضة اليد الأخرى تتميز غيطا بينما ترددة بغل 
بردو بعد كل ده ولسه بيفكر فيها ورايح يجري وراها بردو وأنا الي قولت طلقها بمزاجه وزبالها لكن لسه بردو باله
 

تم نسخ الرابط