فراشه في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


فيها أعمل إيه أعمل إيه
تطلعت لوادتها التي تنظر لها بإستياء وصمت ثم هتفت 
ماتردي عليا يا ماما هو أنا بكلم نفسي
لا مش هرد وسبيني ساكته أحسن عشان لو رديت عليكي زي ما أنتي عايزه كلامي مش هيعجبك 
تخصرت رشا في وقفتها وسألت 
ليه بقا ان شاء الله !
عشان مش عاجبني الي بتعمليه خلاص حلي في عينك فجأة ولا هي الكحة في إيد حوريه عجبه ماهو ده زيدان الي أتقدم لك بدال المرة اتنين وكنتي ترفضي وتقولي لا يعني لا دلوقتي بقا عليه سكر! في إيه قليتي قيمتنا ومخلينا في الطالعه والنازلة متربصين له على الباب عشان نوقفه وننكشه عيب بقا وأختشي على دمك 

ربعت رشا يديها حول صدرها وهتفت بعناد 
وفيها إيه ماكنش عاجبني ودلوقتي عاجبني أنا حرة
وصاحبتك!
أنا وحورية عمرنا ما كنا صحاب هي اللي كانت تملي تناديني أقعد معاها وتقعد تحكي وتتحاكى عن سي محمود بتاعها وبعدين بدل ما تقولي كده فكري معايا في حل أنا الي بنتك مش هي 
جفلت ثريا من حديث أبنتها ثم سألت 
يعني إنتي لسه مصممة على الي في دماغك
لترد رشا بعزم 
أيوه 
سوما العربي 
جلس راموس على عرشه بشموخ يناقش قضية هامة جدا مع مجلس وزراء المملكة وبحضور أنجا أفضى بهم هذا الإجتماع إلى بعض القرارات السياسية والاقتصادية الهامة جدا واكد المجلس أن ينتهي إلا أن الملك قد قال 
لقد قررت مد شبكات الاتصالات داخل المملكة 
صمت تام خيم على الجميع و وقفت أنجا مصډومة مما تسمع وقد شردت متذكرة يوما ما 
عودة بالزمن للخلف قليلا 
كانت على وشك الدخول لجناحها لولا ان لمحت تلك البيضاء وهي تسير بعجالة ناحية الغرفه الملكية بكامل زينتها التي لم تعتد المبالغه فيها كما فعلت وقتها مما حفز أنجا على تتبعها بالتأكيد كل هذا التأنق يخفي خلفه طلب ما 
فسارت تتجه لاحد الأركان الخاصه التي لا يعرفها سواها هي و راموس بحكم صداقتهم و وصلت لنافذة صغيرة تظهر ما يجري في غرفة الملك 
فكان راموس يجلس على أريكته المفضله وبيده كالعادة ملف مهم يقرأه حتى دلف الحارس يخبره أنها على الباب تنتظر الأذن فسمح لها بذلك ودلفت تطل عليه وقد تزينت وتعطرت واقتربت تتهادى في خطواتها الخفيفة حتى دنت منه تسأل 
مساء الخير 
سقطت الورقة من يده لا إراديا وقد فتنتنه هيئتها التي أججت رجولته وبحركه سريعه خطڤها لتجلس على قدميه ومالت رأسها وهو يميل عليها كذلك مقتربا 
تأملها عن قرب بوله شديد وإعجاب وقد تملكه شعور رائع وهو يرى لمعة عينيها تلك 
مرت يداه تسرح على طول جزعها فأرتعشت بين ذراعيه ليضحك بخفة ثم قال 
يبدو أن صغيرتي لديها طلب مهم 
رمشت بأهدابها تشعر بالحرج والغباء وهمست 
هل أنا مكشوفه لهذا القدر أم انك ذكي جدا وشديد الملاحظة 
رفع إصبعيه أمام عينيها ثم أضاف 
ضيفي على ذلك أنني بت أحفظك 
زمت شفتيها كالاطفال تشعر بخيبة الأمل فقال 
هيا أكملي صغيرتي لما توقفتي!
أكمل ماذا
محاولة إغرائي لقد راق لي كثيرا 
حاولت النهوض من حجره لكنه كان يحكمها بذراعيه وأحضانه التي بدأت تتخبط فيهم وهو يقهقه مرددا 
حتى غضبك يجعلك لذيذة قابله للعض والأكل 
لا تعلم لما أبتسمت معجبه بضحكته التي أظهرت غمازتيه فرفعت أصبعها بتردد ونظرت له كأنها تسأل هل لها أن تتجرأ وتفعل ليبتسم على فعلتها وليس على براءتها بل لأن شخصيتها العصبيه الحديه المتهوره بدأت في التراجع باتت تعلم أن هنالك حدود رسمة قوانين تحكم بعض الأمور الملوك لهم طريقه خاصه في التعامل 
فهم يده يسحب يدها بنفسه لتغرس أصبعها في إحدى غمازتيه فهمست 
وااااااو حلوة قوي 
ضحك بخفه ليعلم صدق قولها فهي ما ان تتعصب أو تثور أو تندمج في إحساس صادق تتفوه بلهجتها التي بات يعلم عنها 
تبا أنها على وشك التجاوب و لولا انه هو من رفع رأسه عنها لكانت تبادله آلان سحقا
نظر لها داخل عيناها و ابتسم بإنتشاء ثم أكمل 
ماذا تريد صغيرتي 
حمحمت تحاول إستحضار صوتها المسلوب مع أنفاسها تتذكر ما جاءت من اجله بالأساس ثم همست 
أريد الإطمئنان على والدتي 
لكن المملكة لا يوجد بها شبكة اتصال صغيرتي
سحبت نفسها من بين ذراعيه واعتدلت لتتحدث معه فلم يروقه وعبث بوجهه لكنها أكملت 
ولما ذلك
إنها قوانين المملكة 
لكن كيف تعيشون هكذا أنتم منعزلون عن
العالم 
صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة 
هل أتحدث إلى نفسي أم ماذا! أنا أحدثك
أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لك تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير 
لكن التغير سنة الحياة 
العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات 
دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراوسيتصل شعبك بباقي العالم بدلا من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطىإلا يكفي نظام
القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين!
وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مرددا 
لا
دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عاليا يهتف 
ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء
عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال 
من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة تلك هي أبسط حقوقه أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن 
جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين مازال يتذكرها بل هو لم ينساها بعد 
جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائيا وبدأت تسأل پضياع ما العمل كيف تقضي على سحر تلك القبطية 
سوما العربي 
عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها
ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم 
وسعوا يا جماعة للدكتور 
ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة 
تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد 
وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعا لذلك الشاب الذي لا يزال واقفا وقال 
كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا إلا إسم الكريم إيه 
مصطفى يا حاج
عاشت الأساميهو إيه الي حصل 
تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيرا 
ابدا أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل 
والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا 
شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البالفهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوزلكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة 
يقارن نفسه بذلك الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته 
جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها! واين كان عقله حقا! غبي غبي هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلا 
متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه 
نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت 
وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادرا مع شقيقته 
مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت 
خير يا دكتور
خير ان شاءالله هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل
حاضر يا دكتور 
أبتسم لها الطبيب إبتسامة جعلت زيدان يعتدل في وقفته بتحفز شديد فيما أكمل الطبيب 
ياريت يا أنسه حوريه تواظبي معاها على الادويه وده الكارت بتاعي كلميني لو في أي تطورات 
حا 
كادت ان تجيب إلا ان ذلك الواقف هناك لم يستطع التحمل وتقدم لعندهم يخطف الكارت فنظرت له حوريه على الفور پحده ليرد عليها بنظرة قوية حاسمه ومن ثم خطڤ روشتة الدواء أيضا ثم قال للطبيب 
شكرا تعبناك معانا أتفضل معايا 
نظر له الطبيب بعدم رضا لكنه وكأنه آثر الصمت وتقدم ليخرج مع زيدان الذي ذهب يحضر الدواء ومن بعد محمود الذي ورده إتصال مجهول فغادر من فوره 
نظرت حوريه حيث غادر زيدان پغضب في اللحظة التي خرجت فيها فوقية من غرفة ابنة شقيقتها فوجدت شداد وزوجته مازالا متوجدان فقالت بضيق 
منورين
تبادل شداد مع زوجته النظرات المتوترة ومسح على وجهه ثم قال بحلم 
تعالي اقعدي يا حاجة ست فوقية خلينا نتكلم 
هنتكلم في ايه يا حاج شداد هو عاد في حاجة نتكلم فيها اه صح تكونش عايز تتكلم في العاړكة الي كانت دايرة تحت ولا فضيحتكوا لبنتي الوحيدة
صمت شداد بحرج فوقية سيدة شديدة وهو يعلم قذفت الكلام في وجهه بلا موارة أو حرج وهو لا يملك ما يقوله فببساطة تلك هي الحقيقة 
حاولت فردوس التدخل للتخفيف من الوضع وتقدمت تمسك بذراع حورية وهي تقول 
طب أقعدوا بس يا جماعة نتكلم تعالي أقعدي جنبي يا مرات أبني 
نجحت فردوس في إحراج حورية ولم تستطع الاعتراض وكادت أن تجلس لولا صوت والدتها الرافض 
مابقتش مرات ابنك ياست فردوس خلاص فضناها 
فضناها إزاي بقا هو خړاب البيوت بالساهل
ست فردوس كانت خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات خلاص خصوصا بعد الي حصل من شويه أنا بنتي مش لعبة في إيد عيالكم 
ثم نظرت لحورية وقالت بحسم 
أدخلي يا حوريه أعملي شاي لعمك الحاج ومراته خليهم ياخدوا واجبهم 
هز شداد رأسه يفهم مغزى كلامها ووقف قائلا 
لا ماتتعبوش نفسكم واجبكم وصل يالا يا حاجه سلام عليكم 
امتثلت فردوس لأمر زوجها وغادرت معه وحوريه تقف مبهورة فأخيرا اتخذت والدتها موقف معها 
بينما ذهبت فوقيه تغلق الباب خلفهما وإستدارت تنظر لإبنتها الصامته ثم قالت 
مالك زعلانه من الي حصل ماعلش 
لا أنا بس اتفاجئت من رد فعلك وطريقة كلامك معاهم 
تقدمت فوقية تربط على كتف إبنتها ثم قالت 
أيوه شوفتي شديت لك عليهم جامد أهو كان لازم اعمل كده عشان يعملوا لنا ألف حساب عشان لما نقعد للصلح يوافقوا على كل شروطنا 
أتسعت عينا حوريه وهي التي ظنت
 

تم نسخ الرابط